فرح للكاتبة ملك إبراهيم
الجرح بدون ان يتألم ولاحظت ارتعاد يديها بطريقة غريبة كلما لمست جسده.
كان يونس يتابعها بصمت ويشعر بارتعاد يديها عند لمسه وارتباكها الشديد من تقربها منه وهي تحاول جاهدة ان تخفي ارتباكها.
بعد دقائق قليلة استمعوا الى صوت فتاة تبكي بصوت مرتفع وهي تصعد الدرج.
تحدثت فرح بسخرية وهي تتابع العمل بخياطة جرح يونس.
- اهيَّ نشرة تسعة وصلت
ثم اضافة بصوت مرتفع.
- تعالي يا حزينه احنا هنا في شقة اسلام
دخلت الشقه عليهم فتاة تشبه فرح وترتدي عباية سوداء وفوقها الحجاب ومن الواضح انها تكبر فرح بعدة سنوات وتمسك بيدها طفلين، ولد وفتاة، الولد في عمر 7 سنوات والفتاة 5 سنوات.
شهقت والدة فرح وهي جالسة بجوار يونس قائلة.
- مالك يا بت ؟، هو الموكوس جوزك ضربك تاني ولا ايه ؟
تحدثت الفتاة ببكاء.
- دا بهدلني يا امي وطردني في الشارع انا والعيال
تحدثت فرح بقوة وهي تنتهي من خياطة الجرح.
- تستهلي عشان انتي اصلًا معندكيش كرامة وكل مرة يبهدلك كده وبرضه ترجعيله
نظر اسلام الى ابنة خالته وهي تبكي وتحدث معها بحزن.
- طب اهدي بس يا عزة وفهمينا ايه الا حصل
جففت عزة وجهها وهي تنظر الى الغريب الجالس بجوار والدتها وشقيقتها تعالج جرحه ثم تحدثت بدهشة.
- مين ده ؟!
تحدثت فرح باختصار.
- صاحب اسلام، هااا احكي ايه اللي حصل ؟!
ثم وقفت فرح بعد ان انتهت من تضميد الجرح.
نظرت عزة الى الجالس معهم وتحدثت بخجل.
- احكي ايه والراجل قاعد مش هينفع
جلست فرح على احدى المقاعد وتحدثت براحة.
- اتكلمي برحتك، ده اخرس ومبيسمعش
شهقت عزة بطريقة درامية مثل والدتها وهي تنظر اليه بحزن ويزداد بكائها وهي تتحدث.
- لا حول ولا قوة الا بالله، وده من ايه ؟
تحدثت والدتها ببساطه.
- اسلام بيقول انه مولود كده
نظر يونس الى اسلام باحراج وشعر بالخجل من خداعه الى هذه العائلة البسيطة.