رواية حب فوق الغصون بقلم ساره نيل
كلام قدام أروى تمام..
_تمام يا أحمد يلا بينا..
صعدوا إلى المكتب وولجوا للداخل دون بث كلمة واحدة..
تعجبت غصون من حالتهم لكن آثارت الصمت ولم توجه كلمة واحدة إليهم..
قالت السكرتيرة بهدوء
_بشمهندس عدي .. عم سيد الساعي عايز يقابل حضرتك.
رفع رأسه وقال بتعجب
_خير إن شاء الله .. ماشي خليه يتفضل..
ودخل العم سيد بقلب مرتجف ويدعو الله أن يجد هنا ما يبغيه... ليواجه أخر فرصة ووسيلة له....
_أتفضل يا عم سيد أنا تحت أمرك.
_الأمر لله وحده يا بشمهندس عدي كان ليا رجاء عندك يا ابني ويارب ما تردني خايب.
عقد حاجباه بتعجب ورق قلبه لملامح الرجل المهمومة وقال بإحترام
_أنا تحت أمرك اتفضل طبعا ولو أقدر صدقني مش هتأخر.
قال العم سيد بحزن
_بنتي يا ابني ليها عملية خطېرة في القلب ومطلوب مني مبلغ كبير قدمت على سلفة أو قرض من الشركة بس اترفض روحت لمدحت بيه صاحب الشركة ومراته زيزي هانم بس هما رفضوا مفيش قدامي غيرك يا ابني بس عايزك تتوسطلي يمكن يسمعوا منك أو تقدر تعملي حاجة..
_متتكسرش ولا تحني راسك ألا للي خلقك يا عم سيد الرزاق هو الله وعد شرف مني بنتك هتعمل العملية وهتقوم وتبقى بخير بإذن الواحد الأحد .. هكلم بشمهندس مدحت وإللي فيه الخير يقدمه ربنا ارتاح إنت ومتشلش هم.
نظر له بإمتنان وقال بطيبة
_روح ربنا يفرجها عليك يا ابني ويعلي مراتبك ويريح بالك وعقلك وينولك إللي في بالك.
_أيوا كدا دا إللي محتاجة ادعيلي كتير يا راجل يا طيب.
وخرج عدي متجه حيث مكتب مدحت صاحب تلك المؤسسة وزوجته المصون زيزي هانم..
طرق الباب وتنحنح قبل الدخول حيث مكتب مديرة مكتبهم
_السلام عليكم ورحمة الله.
قامت السيدة والفتاة التي بجانها
_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اتفضل يا بشمهندس عدي..أي خدمة.
_عايز أقابل بشمهندس مدحت يا أستاذة.
ظلت الفتاة تتأمله بعدم حياء ووقاحة وقالت برقة ونبرة مصطنعة
_في حاجة معينة يا مستر عدي أصل تقريبا مدحت بيه مش متفرغ ممكن ترتاح هنا شوية على ما أديله خبر.
زفر بفروغ صبر مستغفرا سرا وردد وهو يستدير
_أنا هستنا برا يا أستاذة ولما....
_بشمهندس عدي أتفضل حضرتك مدحت بيه وزيزي هانم موجودين هعطيلهم خبر بس.
_تمام يا مدام ناهد...
ولجت ناهد للداخل وقالت بإحترام
_مدحت بيه بشمهندس عدي عايز يقابل حضرتك.
_دخليه فورا يا ناهد.
ولج عدي للداخل بشموخ وثقة مرددا تحية الإسلام فقام مدحت مسرعا لعلمه ما أهمية عدي لشركتهم ومدى الصعاب الذي واجهتهم ليأتي إلى هنا
_بشمهندس عدي اتفضل .. أيه النور ده.
_شكرا يا بشمهندس مدحت الله يباركلك كنت عايز أتكلم معاك في موضوع مهم.
راقبت زيزي هانم الحديث وهي تعدل ثيابها وترتب خصلاتها واضعة قدما فوق الأخرى..
ردد مدحت بجدية
_اتفضل عالطول يا بشمهندس عدي .. في مشكلة أو أي حاجة.
_بصراحة طالب من حضرتك سلفة أو قرض يتصرف لعم سيد مسؤول البوفية .. أنا أعرف إن في أي شركة أو مؤسسة يقدر أي عامل فيها يسحب قرض في أي وقت والراجل بقاله مدة طويلة هنا وبيشتغل بكل تفاني وإخلاص..
ولما يقع في أزمة الواجب نساعده مش نتخلى عنه..
مدحت اتعجب جدا إن جاي مخصوص علشان يكلمة على ساعي في الشركة ليس إلا..
بينما زيزي فشعرت بالڠضب فقالت بحدة
_وأيه الضامن إن واحد زي سيد يسدد قرض بالمبلغ ده.!
رد وقد بدأ يشعر بالڠضب من برودهم
_هيتم خصم كل شهر جزء من الراتب بتاعه.
_وهو الراتب بتاعه أيه علشان يتخصم منه يا بشمهندس عدي..
_خلاص تبقا فرصة تزودوا الراتب بتاعه طالما عارفين إنه مش حاجة..
شعرت بالڠضب الشديد لإجابته فأوشكت أن تهاجمه بالكلمات لكن سبق الرد من مدحت قائلا
_بشمهندس عدي إنت عارف إن إحنا في داخلين على بداية موسم جيد وفي قدامنا تصاميم كتير هتتنفذ والميزانية بتاعة الشركة واقعة واستعنا بيك علشان نقدر ننهض بيها...
يعني الميزانية مش حمل قرض أبدا ومتسمحش بيه..
لسه النماذج على قيد التنفيذ والمصانع بتطلب مبالغ كبيرة علشان جودة القماش وأنت عارف إللي فيها..
وأنا مقدرش أضحي بشغلي علشان عامل في الشركة..
قام عدي واقفا قبل أن ينفلت زمام غضبه لتلك الطريقة التي يتحدثون بها واستهانتهم بحياة إنسان وهتف بوجه محتقن
_تمام يا بشمهندس مدحت وكويس إن عرفت الكلام دا من بدري.. عن إذنك يا باشا...
وخرج دون أن ينظر خلفه ويتعجب من الحال الذي آل إليه البشر قابله العم سيد الذي يقف