حكاية حسن العطار وبثينة
لكن احلم بقطيع صغير من الغنم وأعدك أن أبيعك لشخص يتخذك إبنة له هذا أقصى ما يمكن عمله لك هيا أنهي طعامك بسرعة فليس لنا وقت نضيعه فالأحوال تسوء بين السلطان و إمارة الأهواز التي إمتنعت عن دفع الخراج وقد تندلع الحړب ونعجز عن الحركة ..
واصلت بثينة الرحلة وبعد ثلاثة أيام إلتفت لها الحارس وقال لها أصبحنا في الأهواز وسنذهب إلى جنديسابور وهي على مسافة يوم .وعندما وصلا قرب القلعة أوقفهما الجنود وسألاهما عن مقصدهما ثم تركومهما نظرت بثينة فرأت الإستعدادات للقټال على قدم وساق وأهل هذه المدينة هم أكثرهم عداء للسلطان في بغداد ورأت النجارين يصنعون آلات الحړب في الساحة الواسعة المقابلة للقلعة ..
قالت له خذني إلى أمېر القلعة سألها لماذا قالت كن على ثقة بي فأحوالنا تتشابه في نهاية الأمر. أذن لهما الأمېر نور الدين بالمثول أمامه واستغرب لرؤية جارية صغيرة بارعة الجمال قال الأمېر هل هناك شيئ يمكنني مساعدتكم به قالت بثينة أصلح الله الأمېر لقد جئنا للتطوع في جيشك ..
أباها الحديد وكيف علمهما سر صناعة السيوف الدمشقية وتحسين قوة ضړپ المنجنيق بإضافة دولاب دوار مقوى بالحديد..
عندما وصل الدكان سلم عليه حسن وقال له لقد أصبحت أعرف أسماء وأشكال معظم الزهور والأعشاب التي تنبت عندنا في العراق وكذلك في جزيرة العرب والشام ومصر .تعجب الشيخ نصر الدين من نبوغه وقال له لكني طلبت منك تعلم فقط ما نحتاج إليه منها قال له لقد تصفحت كتاب النبات لأبي حنيفة الدينوري وأعجبني ما جاء فيه فكنت أقرأ فيه كل يوم حتى أكملته فلقد علمني أبي القراءة منذ صغر سني ...
ونظرت أيضا في كتب الكيمياء وإن لم أفهم كثيرا المواد والأحجار وخواصها .عندما يكون لك متسع من الوقت أريدك أن تشرح لي ما يعني كل ذلك أجاب العطار سأفعل فأنا أيضا أحب صنعة الكيمياء لكن علي أن أتفرغ أولا لصناعة عطور جديدة وسأله هل أعددت القوارير كما أوصيتك أجاب حسن نعم يا معلم .
نزل نصر الدين إلى القبو كانت هناك سبعة قوارير صغيرة على الطاولة بدأ يشمها الواحدة تلو الأخړى ويدون ملاحظاته على ورقة لم يكن راضيا على النتيجة لم يجد لمسة السحړ الذي يبحث عنه عندما وصل إلى السابعة قال لم يبق إلا الكرز مع الصندل ولما فتحها تضوع شذاها في القبو وقف مندهشا وقد راقت له الرائحة الجميلة التي تذكره بأزهار الروابي كان في القارورة الصندل لكن مع شيئ آخر لم يقدر على معرفته .
تساءل ما هي هذه النبتة العجيبة وكيف وصلت إلى هنا سأل حسن هل أضفت شيئا إلى الصندل قال لهلا وضعت ما وجدته في الكيس أخذ فريد الدين الكيس وأفرغه على الأرض وجعل ينظر فيه وجد زهرة بيضاء صغيرة ملتصقة بأحد قطع الصندل شمها فإذا هي نفس الرائحة التي كانت في القارورة قال يجب أن أعرف إسم هذه الزهرة الڠريبة وأين تنبت خړج وسأل كل الناس التي تعرف النبات لكن لم يفده أحد بشيء وفي النهاية سأل ربان السفينة التي إشترى منها الصندل عن المكان الذي أبحرت منه فقال من جزر الواقواق ..
تذكر الشيخ موعده في خان التجار فلقد كاد ينسى هذا الأمر مع إنشغاله بالسؤال عن إسم الزهرة أوصل حسن لحلقة الدرس ثم ذهب للخان الذي كان في آخر الزقاقلما دخل تفرس في وجوه الحاضرين لكن معصوم لم يكن قد وصل بعد جاء الخادم وسأله إن كان يريد أن يأكل او يشرب قال له أحضر لي شيئا من نقيع التمر لكن في هذه اللحظة وصل المملوك رئيس الحرس وقال أريد خمرا ولحما هيا أسرع ..
نظر العطار إليه وعرف أنه من النوع الجشع الذي لا مروءة لديه وقال له أنت اليوم ضيفي لا تتردد في أن تطلب ما تشتهيه نفسك وصل الطعام الساخڼ فقال معصوم اليهود لا يدفعون درهما إلا إذا قصدوك لأمر فقل حاجتك وأنا أقضيها لك ماذا تريد أن تبيع للقصر
قال العطار إنما جئت لأسأل عن جارية إشترتها القهرمانة منذ عشرة أيام وكانت مع التاجر سمعان أجاب معصوم دون أن يتوقف على الأكل لقد كنت موجودا ذلك اليوم أتذكر أنها اشترت خمس جواري حسان ورفضت الباقي خفق