الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية مجهول الهويه بقلم اسماعيل موسى

انت في الصفحة 6 من 47 صفحات

موقع أيام نيوز

قالت، اول مره؟

قلت اول مره! ؟

قالت اليك التعليمات، ستظل هنا بهذه القريه، تعالج المرضي الذين يأتون إليك حتي يحضر شخص آخر لاستبدالك، هذا في الظروف العاديه

في الحاله الأخري، سيحضر هنا ولا اتمنى ذلك، جنيه عجوز او شابه تأخذك لمملكتها لتسديد دينك

قلت اولا من سأعالج؟

قالت مرضي، بشريين في العاده من الذين حضرو معك وفي حالات نادره جان

قلت الجان يمرضون؟

قالت أحيانآ

الطعام سيصلك كل يوم، طبعا دون أن تشعر،، اذا كنت محظوظ لن يزعجك احد، ستمر ايامك هادئه حتي موعد عودتك

منذ متى وانتي هنا؟

قالت ربما شهر

قلت وانا؟

قالت الرحله الاولي شهرين، بعدها انت وحسن سلوكك وكفأتك

سأرحل الأن، أخيرآ سددت ديني، انا حره

انت أيضآ ابنت جان؟

قالت نعم، لكن لا آحد يعوف ذلك، الجان يطمسون الحقائق خلفنا

عند عودتك ستفاجأء ان لا احد شعر بغيابك

لا تحاول الخروج من القريه، لا تتذاكي ادي عملك بضمير، اقضي وقتك وارحل

اذا مرت عليك خمسة أيام، بحلول منتصف اليوم السادس ستنتهي فرصة المطالبه بجسدك

يعني ان صاحبة الدين في حالتك تنازلت عن حقها فيك

القطار ينتظرني مع السلامه

مع السلامه

ألقيت بجسدي علي السرير، اليس هذا حلم مقيت، افتح عينيي بعده في منزل ابي؟

كنت متعب جدا ونمت، ربما مرت ليله كامله اذا كانت حساباتي صحيحه لان الشمس اشرقت مره اخري

وجدت طعام على باب الغرفه تناولته بصمت وجلست بالشرفه اراقب القريه المهجوره

مضي يوم آخر قبل أن يظهر لي شاب من العدم، كان يعاني من توعك في معدته، كان أول مريض يحضر الي وبدا سعيد في حياته

عندما سألته كيف تمضي حياتك؟

وكنت اتوقع حجم البؤس الذي يعيشه انسان بعيد عن عالمه

قال انا بأحسن حال، بعد أن رفضتني الفتاه التي كنت احبها تم طلبي لسداد ديني، تزوجت جنبه شابه عشت معها أجمل أيام حياتي،

الجنيات لا تكبر هل تعلم ما يعني ذلك؟

قلت لا

يعني انها متجدده، إنها نفس المرأه لكن كل ليله تشعر انها اول مره

لقد تضخمت ثروتي بعد أن عدت لعالم البشر مع زوجتي

الان انا هنا في زياره، ديني انتهى منذ مده طويله

سمعت صوت رقيق جدا ينادي من بعيد محسن!

حينها ابتسم الشاب،قال يجب أن ارحل، زوجتي تناديني

انطلق تجاه الطريق، من الشرفه قبل أن يصل لمحت فتاه خرافية الجمال تنظر تجاهي

لماذا تشكلتي سألها محسن قبل أن يصل اليها؟

جلست في الشرفه اتابع محسن وزوجته الجنيه حتي اختفيا عن نظري، بعدها تمددت على السرير لبعض الوقت، كنت مستغرق بالتفكير حتي حطت عصفوره جميله على شراعة شرفتي وراحت تشقشق بصوت جميل، ظللت استمع لها بصمت مده ليست قليله، ثم نهضت من مكاني بهدوء وانا متيقن من رحيلها لكن العصفوره ظلت ساكنه في مكانها وسمحت لي بتمرير اصابعي علي جناحها

كانت أجمل عصفوره رأيتها يوم، تحمل الوان مزركشه بغاية الروعه والجمال، حملتها بين يدي ورقدت علي السرير املس علي رأسها

رمقتني العصفور برهبه في البدايه لكنها سرعان ما سكنت

قلت غني يا عصفوره، واصلي زقزقتك!

راحت العصفوره تزقزق بصوت ولا أجمل لكنه حزين جدا

ظلت بحضني اكثر من ساعه قبل غروب الشمس حلقت نحو الشرفه، وقفت دقيقه تنظر إلى ثم طارت مبتعده

كل شيء هنا مختلف حتي العصافير التي تخاف في بلدتنا من البشر وتحلق مبتعده فور رؤيتهم، اليفه هنا وتسمح لنا بلمسها

سرعان ما حل الليل، تناولت طعامي ولم أشعر برغبه في النوم

لكن تلك الفتاه حذرتني من مغادرة المنزل ليلا قالت التحرك في الليل ليس آمن، انت لا تعرف ما ينتظرك بالخارج.

رحت اتقلب على سريري حتي الفجر، حينها وقبل ان تغمض عيني سمعت صوت تحت شرفتي في الشارع

سحبت جسدي ونظرت من الشرفه، في منتصف الشارع رأيت تلك الجنيه، زوجة محسن تحدق بالشرفه بامعان

انت في الصفحة 6 من 47 صفحات