السبت 30 نوفمبر 2024

رواية بقلم دعاء عبدالرحمن

انت في الصفحة 45 من 140 صفحات

موقع أيام نيوز


مش شايفة غير واحد بس ..
قاطعته بلوعة
أرجوك اسكت .. متقولش كده انت غلطان والله غلطان
ماشى أنا غلطان .. بس انا هسألك سؤال واحد .. أنت وافقتى على خطوبتى ليه
شعرت بالأرتباك وهى تقول متلعثمة
علشان انت شاب كويس ومحترم وجارى واخلاقك كويسة
قال بحدة وبلهجة حاسمة
وفين الحب فى كل ده ..أنت عمرك ما حبتينى ولا هتحبينى

نظر إلى عينيها بحدة وأشار إلى خاتم الخطبة فى أصبعها وهو يقول
الطوق اللى خاڼقك ده تقدرى تقلعيه فى أى وقت براحتك .. ومتقلقيش محدش هيعرف حاجة .. أحنا كده خلاص
قفزت دمعة من عينيها رغما عنها وهى تقول بصوت متقطع 
مش هقلعها يا عمرو
واستدارت وغادرت المكان كله نظر إلى الفراغ الذى كان يحتله جسدها منذ قليل وهو غير مصدق الكلمات التى خرجت من فمه والدموع التى انسابت من عينيها بسببه كل شىء كان له سبب فى عقله كلامها ورجائها وغضبه منها إلا شىء واحد .. عبراتها !.. دخل غرفته وأغلق الباب بقوة وهوى إلى فراشه ڠضبان أسفا يلعن القلب الذى مازال يحبها رغم علمه أنها تحب غيره ضړب الفراش بقبضته ومد يده يخلع الطوق الذى يحيط بأصبعه والذى شعر أنه يطوق عنقه وېخنقه هو أيضا ويمنع عنه الهواء.
خرجت والدة دنيا من غرفتها ليلا وهى فى طريقها إلى الحمام مرورا بغرفة ابنتها سمعت صوت يشبه الهمس آتى من الداخل نظرت للباب بانتباه ودهشة واقتربت ببطء ووضعت أذنها عليه لتستمع لما يدور بالداخل خفق قلبها وهى تستمع لابنتها تقول بتوتر 
لا يا أستاذ باسم مينفعش كده حضرتك كده زودتها أوى ..أنا قلتلك كتير قبل كده انى محبش الكلام ده.. وبعدين انا كل ما احاول افاتحه فى الموضوع بتراجع ..أنا متأكدة أن فارس مش هيوافق وهيعملى مشاكل كتير.. إذا كنت متجرأتش أقوله على حكاية الموبايل دى لحد دلوقتى
وقفت والدتها تفكر ماذا تفعل 
هل تدخل تسألها ماذا يحدث أم تتركها للصباح ترددت قليلا ولكنها لم تستطع أن تمنع نفسها حينما سمعتها تقول
لا يا أستاذ باسم انا عمرى ما ارضى ابقى زوجة تانية أبدا.. وكمان عرفى .. ليه يعنى أعمل فى نفسى كده ليه
فتحت أمها الباب فجأة فوقع الهاتف من يدها وهى تنظر إليها پخوف أقتربت منها أمها وقالت بسخط
مين باسم ده يا دنيا
أرتبكت دنيا وتلعثمت وهى تقول 
فى ايه يا ماما مالك كده
أقتربت أمها منها أكثر وتناولت الهاتف قائلة پغضب
أنا مش هالوم عليكى.. أنا اللى معرفتش اربيكى من الأول
أخذت الهاتف معها وخرجت من غرفة دنيا دخلت غرفتها واطمئنت أن زوجها نائما نظرت للهاتف بحيرة ممزوجة بالڠضب ثم وضعته فى خزانة ملابسها الخاصة وأحكمت غلقه بالمفتاح الخاص به وجلست على طرف الفراش بجوار زوجها الذى قد سكن جسده بجوارها
جلست دنيا منكمشة فى فراشها تفكر فى رد فعل والدتها وماذا ستفعل بها لم تمضى الساعة حتى دخلت عليها والدتها مرة أخرى ولكنها كانت فى حالة اڼهيار شديد ودموعها تملأ وجهها وهى تصرخ بها 
أبوكى ماټ يا دنيا..أبوكى ماټ
وقف فارس أمام باب شقة دنيا يأخذ عزاء والدها بجوار خالها وأولاده أما ودنيا ووالدتها تجلس مع النساء فى الداخل أنتهى العزاء وغادر المعزيين وجلس فارس أمامه لا يدرى ما يقول الموقف فى منتهى الصعوبة لا يحتمل أى كلمات يرى دنيا ټدفن رأسها بين أيديها وتذرف العبرات من عينيها ووالدتها تجلس فى حزن وكأنها قد زاد عمرها أضعافا وأنحنى ظهرها وكأنه يستعد لحمل المسؤلية من بعد والدها وعينيها شاردة وملامحها واجمة تستمع إلى كلمات المواساة من أخيها وعمة دنيا وأبنائهم ولا يظهر عليها أى رد فعل تجاهها رفعت رأسها ببطء ونظرت إلى فارس نظرة طويلة أندهش لها فارس قليلا ولكنه تعجب أكثر حينما نهضت بوهن وقالت وهى تشير له
من فضلك عاوزاك لحظة يا فارس يابنى
أبتعدت قليلا عن الجالسين معهم وتبعها هو فى صمت ثم الفتت إليه بجسدها كله ونظرت إليه بشرود وهى تقول
أنا يابنى عاوزه منك خدمة وعارفة انك مش هترفضلى طلب
ثم أردفت فى حزن
انا عارفة أن الكلام ده مش وقته ولا مكانه ومش عاوزاك تستغرب
نظر إليها باهتمام فتابعت برجاء
أنا عاوزاك تكتب كتابك على دنيا فى أقرب وقت
نظرت له والدته بدهشة وهتفت 
أزاى أمها تطلب طلب زى ده يابنى وجوزها لسه مدفون
قال فارس
بحيرة كبيرة
مش عارف يا ماما .. بتقول أنها خاېفة على دنيا وخصوصا ان قرايبهم طول عمرهم بعيد عنهم يعنى لو حصلها حاجة دنيا هتبقى لوحدها
نظرت له والدته

بتمعن وقالت بشك
مش عارفة يابنى مش مطمنة للموضوع ده ...طب كانت تستنى للأربعين حتى
أبتسم فارس وهو يقول 
أربعين ايه بس يا ماما ..مفيش حاجة فى الدين اسمها اربعين وخميس وسنوية كل ده بدع
أتسعت عيناها وهى تقول
ازاى يابنى لا فى طبعا ...طب حتى اسأل صاحبك بلال
أبتسم فارس مرة أخرى وهو يربط على يد أمه بحنان ويقول
أنت تعرفى يا ماما الناس جابت حكاية الأربعين دى منين...
منين يابنى 
زمان الفراعنة
 

44  45  46 

انت في الصفحة 45 من 140 صفحات