رواية مزرعة الدموع بقلم منى سلامة
مفيش داعى للكلام ده ومفيش داعى أصلا انك تيجي لحد هنا ده مكان شغلى
بس انت يا باشمهندس مكنتش بتعترض لما كنت بجيلك قبل كدة هنا فى مكان شغلك .. وكنت بتفرح وتنسي الدنيا واللى حواليك
قال لها بنبرة محذره
نهلة مش عايز مشاكل
قالت فى مرارة
متخفش أنا مش جاية أسببلك مشاكل .. أنا خلاص فهمت .. صحيح فهمت متأخر بس فهمت
فهمتى ايه
قالت والدموع تتساقط من عينينها
فهمت ان مفيش راجل بيفكر يتجوز واحدة غلط معاها .. حتى لو هو اللى دفعها لكده وحتى لو هو السبب فى كده
قال بحدة
أنا مضربتكيش على ايدك .. كل حاجة كانت برضاكى وبرغبتك
اڼفجرت فى البكاء قائلة
كنت بحبك . وكنت فاكراك بتحبنى .. كنت بعمل زى ما قولتلى .. بحاول اسعدك عشان متبصش لغيري .. ورغم انى عملت كل اللى طلبته منى وفرط فى كل حاجة عندى برده سبتنى وهتتجوز غيري .. سبتنى لانى فى نظرك بنت رخيصة سلمت نفسها لراجل مش جوزها .. ولما فكرت تتجوز اخترت واحدة نضيفة مش كدة
الكلام اللى قولتيه دلوقتى لو اتكرر تانى مش هيحصل كويس يا نهلة .. ويكون فى علمك لو فكرتى تقلى عقلك وتقولى الكلام ده لأى حد أو توصليه لأهل خطيبتى بأى طريقة أنا هنكر انى أعرفك أصلا ومش هيحصلك كويس
قالت وهى تمسح الدموع التى تساقطت على وجهها
دى مش غلطتك لوحدك أنا غلطت أكتر منك ودلوقتى بدفع التمن .. أنا زى ما قولت انا مش جاية اعمللك مشاكل
Part 12
فى الصباح عبرت سيارة عمر بوابة الفيلا خرج من سيارته وصعد الدرج استقبلته سيدة فى العقد السادس من العمر بش وجهها لرؤيته قائله
حمدالله على السلامه يا باشمهندس عمر
ابتسم لها وقال
الله يسلمك يا دادة أمينة أخبار صحتك ايه النهاردة
ردت وقد أسعدها سؤاله عن صحتها
بخير الحمد لله اتفضل والدتك مع والدك فى الجنينه منتظرينك
عمر حبيبى حمدالله على سلامتك يا ابنى
عانقها عمر وقبل رأسها قائلا
الله يسلمك يا أمى
ثم وجه كلامه الي أبيه قائلا
صباح الخير يا بابا
صباح الخير يا ابنى حمدالله على سلامتك
الله يسلمك
نظرت اليها والدته وهى تملى عينيها برؤيته استغرب عمر نظراتها وقال
قالت بشئ من التأثر
لا يا حبيبى بس وحشتنى أوى
ضحك عمر قائلا
انتى ايه حكايتك بالظبط مستقبلانى أكنى بقالى سنة غايب مش يوم وكمان مبطلتيش اتصالات بيا من امبارح هى دى أول مرة أسافر فيها يا ماما
كادت أن تخبره عن حلمها الذى أفزعها ليلة أمس لكنها أحجمت عن ذلك فهى لا تريد أن تثير قلقه شعر زوجها بما يعتمل داخل صدرها فقال
نظرت كريمة الى زوجها بعتاب قائلة
يعني مش من حقى أقلق على جوزى وابنى لما يسافروا
قال زوجها وهو يحاول اغاظتها
لا من حقك طبعا بس انتى بتتصلى بيا كتير وأنا مسافر وبتقلقى أما ما أردش افرضى كنت مشغول ولا كانت معايا عميلة زى القمر يعني أسيبها وأرد عليكي ازاى
ضحك عمر قائلا
أوباااااااااااا لا يا بابا انت كدة دخلت فى الغميق
نظرت كريمة الى زوجها وقد نسيت ما كان يدور فى داخلها من قلق وقالت في مرح
سيبه يا عمر يقول اللى هو عايزه أنا عارفه ان مفيش ست فى الدنيا دى تملى عين باباك غيري أنا بس
ضحك كليهما وقال عمر
أحبك وانت واثق من نفسك يا كريمة يا قمر انت
نهض والده وأحاط كتفى زوجته بذراعه ونظر اليها قائلا
طبعا مفيش واحده ست تملى عيني وحياتى وقلبي غيرك
قال
عمر فى مرح
احم من الواضح كدة انكوا عملتونى شجرة ناقص اتنين لمون وأطلع منها انا بقه
ضحك ثلاثتهم وقد سعد نور الدين لرؤية زوجته مبتسمه فى مرح بعدما قضت ليلتها فى قلق وتوتر بسببها حلمها
التف ثلاثتهم حول الطاوله وأحضرت لهم الخادمة عصير فريش وجه نور الدين حديثه الى ابنه قائلا
ها يا عمر ما قولتليش ايه أخبار المزرعة والمشكلة اتحلت ولا لسه
شعر عمر بالضيق فجأة بعدما كاد أن ينسي الهم الذى يعتمل فى صدره ورد قائلا
للأسف المحصول حالته صعب جدا اهمال فظيع محتاج مجهود جبار عشان نقدر ننقذ أى شئ منه
للدرجة دى
أيوة للأسف غلطتى انى فى الفترة الأخيرة أهملت المتابعة الدورية اللى كنت بعملها للمزرعة وللأسف وثقت فى الشخص الغلط مدير المزرعة طلع شخص لا يعتمد عليه أبدا
شاركتهم كريمة فى الحديث قائله
وناوى على ايه لازم المدير يتغير فورا وكمان متزعلش نفسك ان شاء الله حتى لو جزء من المحصول ضاع ان شاء الله السنة الجايه تعوض الخسارة دى
تنهد عمر فى حسره قائلا
للأسف يا ماما المحصول متباع أصلا متباع لشركة عصائر ومربي والفلوس قبضناها من زمان لأننا بنمضى تعاقد كل سنتين ودى السنة التانية
يعني ايه
يعني لو الكمية اللى اتفقنا عليها