مهد البكاء: الأمومة التي لم تكتمل - كاملة الفصول بقلم مجهول

أصدقائها دون إذنه. اشتعلت مشادة كلامية حادة بينه وبين سارة وتدخلت لينا لتهدئة الوضع لكن الأمور تفاقمت. وقفت لينا إلى جانب سارة مما أدى إلى شعور مروان بالإهمال والڠضب.
في الأيام التالية حاولت لينا التوسط بين مروان وسارة لكن كل محاولة كانت تزيد الفجوة عمقا. وأخيرا وصلت لينا إلى نقطة اللاعودة حيث اختارت سارة على زوجها. أدى ذلك إلى قرار الطلاق قرار صعب لم تكن لينا تتخيل يوما أن تضطر لاتخاذه.
بعد الطلاق بقيت لينا وسارة معا وأصبحتا أكثر اعتمادا على بعضهما. كانت لينا تشعر پألم الفراق لكن رؤية سارة تنمو وتزدهر كانت تعطيها القوة لتستمر. ومع كل يوم يمر كانت تعلم أنها اتخذت القرار الصحيح بالوقوف إلى جانب سارة فهي لم تكن مجرد أخت بل كانت الابنة التي لم تلدها.

الفصل الثالث الأمل الجديد
على مر السنين استقرت حياة لينا وسارة في نمط هادئ ومستقر. تجاوزتا معا الصعاب والأزمات وباتت سارة تستعد للدخول في فصل جديد من حياتها. في يوم مشمس من أيام الربيع جاءت سارة بخبر جلل إلى لينا كانت حاملا. كانت فرحة لينا لا توصف فرغم أنها لم تعش تجربة الأمومة بنفسها إلا أنها ستعيشها الآن بطريقة مختلفة كجدة للمولود القادم.
أخذت لينا على عاتقها مسؤولية العناية بسارة خلال فترة حملها فقد كانت مثال الأم الحانية التي لا تتوانى عن تقديم كل أشكال الدعم والرعاية. كانت ترافقها في كل زيارة للطبيب وتقرأ عن أفضل الطرق لتحافظ على صحة سارة والجنين. لم تكن تدع سارة ترفع حتى كوب الماء بنفسها مما كان يجعل سارة تشعر بالامتنان والحب العميق للينا.
مع تقدم الحمل بدأت لينا تقضي وقتا أطول بعيدا عن العيادة. كانت تعتمد على زملائها لتغطية ساعات عملها وذلك لتكون إلى جانب سارة في كل لحظة. كانت الأمانة التي تحملها لينا تجاه سارة وجنينها تفوق أي التزام مهني أو شخصي آخر.
بينما كانت سارة تقترب من موعد الولادة كانت لينا تعيش حالة من الفرح الممزوج بالقلق. كانت كل ليلة تدعو فيها أن تسير الأمور بسلام وأن يأتي هذا الطفل إلى العالم معافى. وأخيرا حان وقت الولادة. بعد ترتيبات مكثفة وتحضيرات لا تعد ولا تحصى حان اليوم الذي سترى فيه سارة طفلها لأول مرة وسيكون لينا بجانبها ليس فقط كأخت أو كطبيبة بل كداعم لا يتزعزع في هذه اللحظة الفارقة من حياتها.
كل شيء كان معدا بعناية فائقة وكانت لينا تتوق لرؤية طفل سارة وحمله بين يديها معتقدة أن هذا الطفل سيكون بمثابة تتويج لمشوار طويل من العطاء والحب الذي لم يقتصر على الأقوال بل تجسد في الأفعال اليومية التي عاشتها مع سارة.
الفصل الرابع الکاړثة
كانت غرفة الولادة معقمة ومجهزة بكل ما يلزم وكانت لينا ترتدي زيها
الطبي بكل احترافية لكن قلبها كان يخفق بقوة لا يعكسها مظهرها الهادئ. كانت سارة ممسكة بيد لينا تنظر إليها بعيون تملؤها الثقة والأمل. بدأت عملية الولادة وكل شيء كان يبدو على ما يرام في البداية. لكن سرعان ما تحول الأمل إلى قلق عندما بدأت سارة تعاني من مضاعفات غير متوقعة.
كان الطفل في وضع صعب ورغم جميع محاولات لينا لتسهيل الولادة بدأ الوضع يتدهور. استدعت لينا فريقا طبيا إضافيا وبينما كانت تحاول الحفاظ على هدوئها الخارجي كانت تشعر بالړعب ينهش قلبها. كل ثانية مرت كانت تشعر وكأنها ساعة وكل صړخة من سارة كانت تصيبها پألم لا يوصف.