حكاية قمر هي زينة بنات قبيلة النعمان
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
عبد الله وأنا ابن الشيخ معروف شيخ القبيلة
وكنت أتمنى أن أتي أليكي يا قمري لأراكي ولكن بين قبيلتكم وقبيلتنا ثأر قديم بسبب هذا الشيخ النعمان
قمر
وما هذا الٹأر الذي بينكم وبينه اخبرني بالله عليك با عبد الله اريد ان اعرف كل شيء ولا تخفي عنى شيء رجاء
منذ سنوات طويلة تزوج الشيخ نعمان واحدة من بنات قبيلتنا وأخذها معه إلى القبيلة ولكنه أهانها وكان كل يوم يسبها ويضربها لأنها لم تنجب له الولد الذي يريده حتى أنها في يوم جاءت ألينا لننقذها منه وحكت لنا ما يفعله بها
نعمان ليأخذها رفض والدي بشدة وقال له ليس لديك زوجة لدينا لانك لا تعد من الرجال ومن يتعدى على نسائنا لا يرى منا سوى كل الشړ والسوء فقام الشيخ نعمان بحشد رجاله من القبيلة وجاء ليأخذ زوجته وحدثت بيننا معركة كبيرة
كانت قمر تشعر بالقلق والخۏف مما سمعت من عبد الله فما قاله كان مرعب جدا وحطم امالها تماما وأخذ الفارس عبد الله قمر على حصانه ليعود بها إلى قريتها وطوال الطريق وهما يتكلمون في كل تفاصيل حياتهم حتى وصلا إلى القبيلة وهنا قال الفارس
قمر أريد أن أخذك على حصاني وتكوني زوجتي
وانا عشت كل عمري ابحث عنك يا فارسي وسوف أخبر والدي حتى تأتي لمقابلته
ذهبت قمر للبيت وهى في قمة سعادتها ودخلت على والدها تحضنه وتقول
أبي يا أجمل أب في الدنيا أريدك أن تسمعني وتسمع حكايتي ولا تغضب علي بالله عليك فانا ابنتك التى تحبك باخلاص يا ابي
وجلست لتحكي لوالدها عن عبد الله الفارس الشجاع الأصيل الذي أرادته زوجآ لها من أول وهلة
سمع الأب قصتها وقال
أنا موافق يا ابنتي طالما أن هذا سوف يسعدك ليس لدى مانع في اي شيء قليباركك الله عز وجل ويحرسك
مرت أيام حتي جاء اليوم الذي أتى فيه عبدالله وهو يحمل الهدايا الكثيرة والخير الكثير لبيت عروسته قمر
إستقبله والد قمر بالترحاب ودخل وجلس وظلوا يتكلمون في كل شئ حول الزواج من قمر وإتفقوا على أن الفرح بعد شهرين وأخذت الزغاريت والأخبار تنتشر هنا وهناك حتى وصلت إلى الشيخ نعمان وٱبنه سالم
وحينما علموا أن قمر سوف تتزوج قال سالم لأبيه
كيف ذلك يا ابي لقد وعدتني أنك سوف تزوجني قمر وأنها لن تكون لأحدآ غيري ماذا أفعل الان ولقد عشقتها واحببتها حبا جما فيجب ان تتصرف وإلا تركت لك الديار ورحلت ولن ترانى مرة
قال له الشيخ نعمان بكبرياء وعظمة
دعك من هذا الكلام سأزوجها لك طبعا كما وعدتك ولن تتزوج غيرك
سالم
كيف يا ابي وهى الان ستتزوج بغيري
الشيخ نعمان
وهل سيجد أباها أحدا أفضل من ابن شيخ القبيلة ليزوجها له يكفيه شرفآ أنني سأقبل به يا ولدى لا تقلق ابدا
وفي اليوم التالي أخذ الشيخ نعمان ابنه وذهبوا إلى بيت قمر ليطلبوها من أبيها
لكن الأب قال لهم
الزواج قسمة ونصيب ولقد طلبها واحدا قبل إبنك وأنا وافقت ولايجب أن أرجع في كلامي فليس
من شيم الرجال الرجوع في رأيهم وقراراتهم يا شيخ نعمان أنت تعرف هذا جيدا
الشيخ نعمان
كيف تجرؤ وتقول هذا الكلام بوجهي يكفيك شرفآ وفخرآ ان إبني يطلب إبنتك انت للزواج ماذا جرى لعقلك أيها الشيخ العجوز
قال والد قمر
الإنسان لا يتزوج بأبيه وإنما بنفسه وماذا يفعل إبنك في حياته سوى أنه أبنك فقط ولا شئ غير ذلك فكيف أزوجه ابنتي
قال الشيخ نعمان
أنا أحذرك أن توافق على هذا الزواج
خرج الشيخ نعمان وهو غاضب ويضمر في قلبه الشړ والحقد والاڼتقام
جلس والد قمر يفكر ماذا سيفعل مع الشيخ نعمان وهو يعرف أنه ظالم وشرير ويمكنه بالفعل أن ينتقم منه
رأته قمر وقالت
لا تخف يا أبي يمكن أن نهرب من هذه القبيلة ونذهب لقبيلة آل مكتوم وتعيش معي هناك ولن يجرؤ احدآ على إيذاءنا
قال أبيها
بعد هذا العمر نهرب يا أبنتي من قبيلتنا التى عشنا فيها كل عمرنا
قالت قمر
يا أبي ليس لنا فيها شئ وستكون بجانبي انا وعبد الله
وافق والد قمر على هذا الحل لأنه لا يوجد حل أخر
وبعد مرور وقت ليس بقصير كانوا قد جهزوا فيه كل شئ رحلت قمر ووالدها الي قبيلة أل مكتوم دون أن يراهم أحد
وصلوا إلى القبيلة وكان
عبد الله في انتظارهم واستقبالهم وذهبوا معه إلى منزل شيخ القبيلة والده الذي إستقبلهم بالترحاب الشديد وقد جهزوا كل شئ لإعلان زواج إبنه عبد الله من قمر
وتزينت القبيلة بالألوان والأنوار فى كل مكان وأصوات الأغاني تملأ البيوت إحتفالا بالزواج وكان عبد الله يركب حصانه ومعه زوجته قمر ليبدؤا حياتهم مع بعض في حب ومودة ولم يوقف الحب شيء بالحياة
ورغم أن البدو مجتمع أخر تسوده عادات وتقاليد وأعراف مختلفة إلا أن الحب واحد لا يختلف من مجتمع لأخر فهو يأتي إلى القلب من أي طريق فلا يدع مجالآ للتفكير أو للتعريف بالمجتمع فسواء كان الحضر أو البدو فالحب لا يفرق أبدآ بينهم ودائمآ وأبدآ الحب واحد في كل المجتمعات الإنسانية
تمت