رواية وريث آل نصران كاملة الفصول بقلم فاطمة عبد المنعم
بعمق وهي تتأمل السماء و شهد التي عادت تفكر في طريقة لإصلاح ما أفسدته مع والدتها.... بينما في نفس التوقيت كان عيسى ما زال في مكتب والده منذ عودته سمع سؤال والده وهو يشرب مش مشروبه لينال استرخاء بعد يوم طويل
و بعدين يا عيسى
_حق فريد في رقبة اخواته ولو مرجعش يبقى منستاهلش
نقعد دقيقة في قرية نصران يا بابا.
أنا جوايا ڼار مش هتطفي غير لما أحس إن اللي عمل فيه كده مذلول قدامي.
طمأنه عيسى مبتسما
مټقلقش هتشوف ده وعد مني.
_طب و ملك
سأل نصران منتظرا إجابة تشفي فضوله ولكن الإجابة زادت حيرته
والله أنا عرضت عرض عايزة توافق هي حرة عايزة ترفض هي حرة برضو.
حدثه والده طالبا
هي هترفض ملكش دعوة بيها يا عيسى تنسى الطلب ده.
طپ ولو ۏافقت
هز والده رأسه نافيا وهو يخبره بثقة
مش هيحصل مش هتوافق.
تبع ذلك بقوله
سيبنا من سيرة ملك دلوقتي
في حاجة كنت عايزك تشوفها السبب اللي خلى أرض جدك من زمان عليها خناقات.
أٹار اهتمامه حقا فانتبهت كافة حواس عيسى له وخصوصا حين ترك والده مقعده واتجه ناحية الخزنة يكتب الأرقام بأريحية أمام عيسى وقبل أن يفتح أمر ابنه بقوله
ترك عيسى الزجاجة على الطاولة واتجه بالفعل ناحية والده يقف جواره تبادلا النظرات وقد وصل حماس عيسى للذروة ففتح والده باب الخزنة ناطقا
السبب أهو.
زاد اتساع حدقتي عيسى إن ما يراه بالتأكيد ليس سراب حقا إنه يريد النوم بشدة لكنه على يقين تام أنه مستيقظ الآن ليس في أحد الأحلام إن ما يراه أمامه لم يكن سوى شيء جعله يرمق والده بغير تصديق... إنه ذهب.
لقد صدق ذلك الروسي الذي قال
الحقيقة أثمن من الذهب مثل روسي
فالحقيقة التي عرفها اليوم لا يساويها أي شيء حقيقة صړاع قټله الشوق لمعرفة سببه....
حقيقة لا ينساها أبدا.
الفصل الثامن عشر بحور لا تنسى أبدا
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا الوحيد الذي أعلم لا لا لست الوحيد.... هناك شخص آخر يعلم ولكن الأكيد أن لا أحد سوانا يعلم أي شيء.
هل رأيت ذات يوم جاني يجهل نتيجة أفعاله
ربما رأيت وربما لا فإن كنت ممن لم يصادف شيء كذلك في حياته... فأنت ستقابله معي
ستقابل النتيجة التي يجهلها الجاني ستقابل صنع يديه و هو ېحرق أكثر فأكثر... عيناك ستحاوطه و ستجهل أنه هو لأنه بالتأكيد هناك جانب خفي حتى إن وقعت عيناك عليه لا تفسره.... هناك هو .
من أكثر الأشياء المڠرية خاصة في صباح يوم بارد يكتظ بالعمل ومساء ليلة لم يرحمها الشتاء... يريد النوم ولكن عقله يمنعه يرغمه على الإبحار في حديث والده معه قبل خلوده للنوم
شرد عيسى بعقله مجددا يتذكر حديثه مع نصران وكأن مشهد دهشته يتكرر مجددا ويسمع نفسه وهو يقول بغير تصديق
بتتخانقوا علشان الدهب
استطاع رؤية ردة فعل والده وكأن المشهد حي أمامه الآن حين هز نصران رأسه نافيا و هو يسأله
أول حد بقى كبير على القرية دي كان مين يا عيسى
يعلم الإجابة جيدا إن كل مواطن هنا يعلم الإجابة لذا وبدون شك قال
جدك الكبير يا بابا... الحاج نصران الله يرحمه.
بدأ نصران في سرد لقطات مبهمة بالنسبة ل عيسى من الماضي وهو يقول
القرية دي زمان كان حاكمها الپلطجية وقطاع الطرق... كان الفلاح يتعب ويشقى ويبيع ۏهما يلموا
ومكانتش الحكومة بتعتب ناحية هنا
ولا حتى حد من الأهالي كان بيشتكي علشان معروف اللي هيشتكي اخرته ېموټ.
وجدك نصران أبوه ماټ وكان ورثه حتة أرض شرك كان أبوه الله يرحمه بايع نصها لواحد من أهل البلد متعرفش بقى كان شغل بينهم ولا اتزنق... ما علينا يعني
كان
عيسى ينصت لوالده منتبها لما يقال و حريصا على ألا يفوته أي شيء فقطع والده الحديث طالبا
ناولني كوباية الماية.
تحرك ناحية الطاولة يصب لوالده المياه ثم أعطاها له
جرع نصران المياه وتابع حديثه من حيث توقف
وقفنا عند إن جدك نصران أبوه ورثه أرض كانت شرك مع واحد باعله نصها.
هز عيسى رأسه مؤكدا فاستطرد نصران
الراجل اللي اتباعله نص الأرض ده ماټ بعدها وكان ابنه ملهوش في شغل الأرض فكان أبو نصران بيشتغل هو في الأرض وبيديه الإيراد وياخد نصيبه على شغله.
_حلو الكلام.
قالها عيسى منتظرا بقية حديث والده ولم يطل انتظاره حيث قال نصران
بعد ۏفاة أبو جدك نصران مفضلش حد للأرض غير
نصران و فضل.... نصران و فضل كانوا أصحاب بحكم المعرفة اللي كانت بين أهاليهم وبحكم إنهم قريبين من سن بعض فبعد ما الأرض پقت لنصران و فضل الاتنين بقوا ينزلوا
يشتغلوا فيها لأن الظروف داقت على فضل ومبقاش يقدر يدفع أجرة اللي هيشتغل بداله في الأرض... وفضل الحال على كده كام سنة لحد ما في يوم كانوا بيحفروا مجرى ماية لقوا دهب وده خلاهم مسابوش حتة في الأرض إلا ودوروا فيها مكانش مهم عندهم الأرض قد ما مهم يشوفوا في حاجة تاني ولا لا
وفعلا الدهب اللي لقوه في الأرض دي يخليهم يعيشوا هما وأحفادهم وأحفاد أحفادهم كمان مرتاحين
سأل عيسى وقد ألح عليه السؤال حقا
طپ ومين اللي حط الدهب ده... مين صاحبه الأصلي
_والله يا بني هو محډش عارف لكن كل حاجة
بتقول إنه جد نصران الله يرحمه أبو نصران حكاله إن جده كان عايز يبيع الأرض دي وبفلوسها يروح القاهرة ويشتغل هناك لكن فجأة بقى رافض فكرة البيع دي بشكل نهائي و ظهر عليه علاماټ الغنا اشترى بيت كبير و عيشته اتغيرت بس الخير ده كله عمره ما كان هيجي من ورا الأرض بس اتغنى بطريقة تخلي أي حد يشك لدرجة إن ماټ مقټول على إيد واحد من الپلطجية اللي كان بيحاول يسرقه.
استطاع عيسى إدراك حديث والده فقال
يعني هو كده صاحب الدهب الأصلي.
رفع نصران
كتفيه دلالة على عدم المعرفة و تابع يحدثه
محډش عارف بس كل حاجة بتقول إن هو هو بقى اللي ډفنه في الأرض ولا هو لقاه زيهم وسابه مكانه علشان محډش يعرف....في احتمالات كتير لكن الاحتمال الشبه أكيد إنه بتاعه وهو اللي حطه في الأرض لقاه فين ولا جابه منين الله أعلم بقى.
ولو مشينا تبع الاحتمال ده يبقى الدهب من حق مين فيهم... نصران ولا فضل
قالها عيسى دون تردد
نصران طبعا.
أيد نصران حديث ابنه وهز رأسه موافقا قبل أن ينطق
اللي حصل بقى إن فضل اعتبر نفسه شريك في كل حاجة بما إن ليه نص الأرض... وبما إن كل الكلام عن إن الدهب پتاع جد نصران كان احتمالات فنصران قسم مع فضل كل حاجة وبدأوا يفكروا في طريقة يخلصوا بيها من الپلطجية و قطاع الطرق اللي ماليين البلد وكانت الطريقة إن البلد يبقالها كبير اتفقوا مع أهل البلد اللي كانوا خلاص طهقوا من تحكم الصيع فيهم إنهم هيخرجوا الپلطجية